الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
حدثني إمام أحد الجوامع فقال :
( خرجتُ لصلاة الفجر قبل أيام فلما
أقبلت على مسجدي إذا بأحد جماعة المسجد
واقفاً أمام مدخلي إلى محراب المسجد وقد علاه الارتباك
وامتلكه الخوف، وغشيته الدهشة والحيرة
ولم احتج إلى سؤاله عمّا به لأنَّ صُراخ الرضيع الصغير الذي
بجواره أجاب على كل تساؤلاتي!!
فحملت الطفل - الذي كان يلفحه البرد ويتعالى صراخه-
إلى داخل المسجد ووضعته في مقدمة المسجد
ثم أقمت الصلاة وأتممتها خفيفة وقد امتزجت صيحات الصبي بصيحات المصلين الذين لم يكونوا هم كذلك بحاجة إلى شرح
وتفصيل حول ملابسات الموضوع فالكل يعلم ماذا يعنيه إلقاء
طفل رضيع أمام باب المسجد في صلاة الفجر
وسط جو صحراوي بارد !!
وبعد الفراغ من الصلاة اتصلت بالأمن
فهرعت إحدى الدوريات واستلمت الأمانة
ولم أعد أعلم ما الذي جرى عقب ذلك !!)
انتهى كلامه .
أقول انتهى كلامه ، لكنّ المأساة لم تنته بعد ...!!
ولنا إزاء هذا الحادثة المؤلمة عدة وقفات :
1- ها نحن بدأنا نجني ثمرات الفضائيات والقنوات وبرامج ستار أكاديمي .
التي أجّجت الشهوات في نفوس الشباب والفتيات ف
تركتهم صرعى الرذيلة وقتلى الفاحشة الكبرى والله المستعان ..
ولطالما بُحّت حناجرنا ،
وتعالت أصواتنا مطالبين بإيقاف هذا الطوفان المدمر
رأفة بأخلاقنا وأعراضنا دون جدوى بل إنّ الأثرياء ليتسابقون
إلى بث قنوات جديدة أكثر إغراء , وأعظم فتنة !!
بينما جمهور المشاهدين يتنافسون في نصب أكثر الأطباق
استيعاباً لتلك القنوات وأجودها نقاء وصفاءً !!
2- الوقفة الثانية : التربية الهشّة بين المنزل والمدرسة :
لقد أثبتت هذه الظاهرة الخطيرة ضعف التربية لدى الأجيال وتقصير كل أطراف العملية التربوية بدءً من البيت وانتهاء بالمدرسة وبدءً من المدرسة وانتهاء بالبيت!!
كما أثبتت هذه الظاهرة الغياب التام للآباء
والإخوة بل والأزواج
عن بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم !!
وإلّا ما معنى أن تقيم الفتاة أو المرأة علاقة مع رجل أجنبي
عنها بدءً بالهاتف ومروراً بالخروج معه وانتهاء بحمل الجنين تسعة أشهر في أحشائها سفاحاً ثم ولادته وإلقائه أمام محاريب المساجد ،
دون أن يشعر أحد بها من ذويها ؟!
أين الأب طوال هذه المدة ؟َ !
أين الأخ طوال هذه المدة ؟!
أين الزوج طوال هذه المدة ؟!
أجيبوا بربكم أجيبوا !!
وآحرّ قلباه !! وآحرّ قلباه على أعراض المسلمات !!
فيا معشر الآباء والإخوان والأزواج أفيقوا من غفلتكم,
واحرسوا نسائكم فالمجتمع ملئ بالذئاب الضارية التي تناسلت
بفعل البث الفضائي الماجن ، ومن زرع الشوك لا يجني العنب !! .
3- الوقفة الثالثة : مع الشباب والفتيات المبتلين :
أيها الشباب والفتيات اتقوا الله في أعراضكم ،
واخشوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس
ما كسبت وهم لا يظلمون !!
وإنّ لكم في الحلال الطيب غنية عن الحرام الخبيث ،
فدونكم الزواج الشرعي ،
فبادروا إليه تُعفّون به فروجكم وتغضون به أبصاركم ،
وترضون به ربكم !!
أيسركم أن تتحدوا إرادة ربكم ،
وتتجرأوا على شرع إلهكم ،
وتقذفوا نُطفاً حراماً في أرحام محرمة؛
فتتخلق الأجنة الحرام في بطون الحرائر المسلمات,
ثم تقذفون بالأجنة على أبواب المساجد ليلاقوا
– بلا ذنب أو جريرة – مصيراً أسود ،
ومستقبلاً قاتماً, وعاراً دائماً !! ؟؟
ألا فاتقوا الله ، ولا يستخفنكم الشيطان ،
والنزوة الطائشة ، والمتعة القصيرة ،
فتفتضحون ديناً وآخرى وما ربك بظلام للعبيد !!
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين